lundi 14 mars 2011

حوصلة للندوة الصحفية

انتظمت اليوم 14 مارس 2011 بفضاء التياترو ندوة صحفية عقدتها جمعيّة راد بالاشتراك مع اتحاد أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل.
وبهذه المناسبة نتوجّه بالشكر إلى السيّدة زينب فرحات وكل العاملين بفضاء التياترو على استقبالنا وتوفير هذا الفضاء الرائع لاحتضان الندوة.
في بداية الندوة قدّم فتحي الشامخي تعريفا موجزا بجمعية راد وقدّم الحملة التي أطلقتها الجمعية من أجل تعليق تسديد الديون مركّزا بالخصوص على أنّها ديون مريبة أبرمها ابن علي ولم توظّف لصالح الشعب التونسي واكّد على المعرفة الجيّدة للدائنين لنظام ابن علي وهو ما يحمّلهم بالدرجة الأولى مسؤولية هذه الديون وهي حجّة من الحجج الكثيرة التي تجعل مطلب الإلغاء مطلبا وجيها. كما أشار إلى الندوة الصحفية التي صرّح فيها السيد النابلي، محافظ البنك المركزي التونسي أنّ تونس ستلتزم بمختلف تعهّداتها المالية إزاء الدائنين. ولم يفت الناطق الرسمي باسم جمعية راد الردّ على ذلك متسائلا عن مدى مشروعية اتخاذ محافظ البنك مثل هذا القرار؟ ومَن فوّضه بعد الثورة أن يتّخذ مثل هذه القرارات باسم الشعب التونسي...؟
كما أشار فتحي في افتتاح الندوة إلى أنّ نظام التداين في عهد المخلوع كانت إضافة إلى مبادئ أخرى للسياسة الليبرالية المتّبعة أبرز آليات التبعية والهيمنة وتحويل الثروات نحو المراكز المالية في الشمال مقدّما الحصيلة السلبية للتحويل الصافي نموذجا على ذلك...
ثمّ فسح المجال لتدخلات الصحافيين الحاضرين ويمكن تلخيصها في التساؤل عن مشروعية مطلب الإلغاء؟ ومختلف السبل التي يمكن أن تؤدي إلى تبنّي هذا الإجراء؟ وهل إنّ الإلغاء أمر يسير متى علمنا قوّة مختلف الدائنين؟ وهل إنّ ذلك يمكن أن يؤدي إلى رفض مختلف المؤسسات المتعددة الاطراف أو البنوك الخاصة أن تقدّم قروضا جديدة بعد فرز اقساط الديون المريبة لابن علي من طرف لجنة تحقيق شعبية ومواطنية؟ … الخ وقد تكفّل فتحي بالإجابة عن مختلف هذه الأسئلة مقدّما الأرقام المتعلقة بالدين ومختلف الحجج التي نستند إليها ومختلف التجارب التاريخية المتعلقة بإلغاء الديون.
إنّ أهمّ ما يمكن الخروج به بعد هذه الندوة الصحفية هو أنّ الحملة بدأت تلقى صدى إعلاميا وإن كان نسبيا وهو أمر مهمّ يساعدنا في جمعية راد ومختلف المنخرطين في هذه الحملة على إبلاغ المعلومة والدفاع عن هذا المطلب الحيوي. خصوصا وأنّ وسائل الإعلام الوطنية أصبحت تحظى باهتمام أكبر من مختلف التونسيين بعد 14 جانفي. وقد كانت هذه الندوة كذلك فرصة سانحة لإجراء العديد من الحوارات الصحفية حول هذا الموضوع وقد حاولنا فيها توضيح هذا المطلب مستندين إلى مختلف الحجج الداعمة لمطلب إلغاء الديون ووجاهته (قناة نسمة، راديو شمس أف أم، راديو اكسبريس أف أم، قناة تلفزيونية فلندية...) كما عبّرت بعض تلك الوسائل الإعلامية عن استعدادها تنظيم ندوات حول الموضوع. كما يمكن اعتبار هذه الندوة قد لقيت نجاحا حيث لاحظنا حضورا لافتا لعديد المناضلات والمناضلين الذي عبّروا عن انخراطهم في الحملة وساهموا في تبادل الآراء والنقاش وهو ما جعل الندوة تخرج نسبيا عن بعدها الصحفي الكلاسيكي...
ولعلّ الندوةوالنقاش التي نعتزم تنظيمها يوم 19 مارس 2011 حول آفاق الخروخ من النيوليبرالية تزيد من التعريف بهذا المطلب الملحّ والاستعجالي باعتبار أنّ القسط الأول (800 مليون دينار) سيتمّ تسديده في شهر أفريل القادم كما صرّح بذلك محافظ البنك المركزي.
مختار بن حفصة
جمعية راد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire